مقابلة أنس بوخش مع الايقونة آنا وينتور : اسرار القوة والموضة!

مقابلة أنس بوخش مع آنا وينتور كانت أشبه بجلسة نادرة مع إحدى أقوى النساء في عالم الإعلام والموضة. اللقاء لم يكن مجرد أسئلة تقليدية عن الموضة أو الإدارة، بل كان بحثًا عن فلسفتها في الحياة، العمل، والقيادة.
أنس بوخش، المعروف بأسلوبه العفوي والمباشر، استطاع أن يُخرج من آنا إجابات لم نسمعها من قبل. بأسئلته الذكية والمراوغة أحيانًا، جعلها تكشف عن جوانب إنسانية وشخصية لم نعتد رؤيتها في مقابلتها الرسمية.إذا كنتِ تتوقعين مقابلة عادية، فأنتِ في المكان الخطأ.
آنا وينتور، المرأة التي صنعت الموضة الحديثة بقبضة من حديد ونظارات سوداء لا تخلعها حتى لو كانت في اجتماع طارئ أو في عرض أزياء لأهم المصممين.
امرأة صنعت لنفسها اسمًا مرادفًا للسلطة، الذوق، والقرارات التي قد تغيّر مصير علامة تجارية بأكملها. لكن السؤال هنا: هل كانت موهوبة بالفطرة؟ لا. هل كانت دائمًا الأفضل؟ أبدًا. إذًا، كيف أصبحت المرأة الأكثر تأثيرًا في عالم الموضة؟
خليني أصدمكِ: السر ليس في الذوق الفطري، ولا في علاقاتها، ولا حتى في شخصيتها الصارمة. السر في شيء واحد فقط:
الذكاء.
اليوم، رح ندخل في عقل آنا وينتور، نحفر في طريقة تفكيرها، ونستخلص أهم دروس القوة، القيادة، والنجاح. لا تخرجي قبل أن تصلي للنهاية، لأن هذه المقالة قد تغيّر طريقة نظرتكِ للحياة!
من هي آنا وينتور الآن؟ 👑🔥
آنا وينتور ليست مجرد اسم في عالم الموضة، بل هي أيقونة القوة، الحسم، والرؤية المستقبلية. منذ أكثر من 35 عامًا، وهي تحكم Vogue بقبضة من حديد، تقرر من يدخل ومن يُقصى من عالم الأزياء، وترسم اتجاهات الموضة قبل أن يدركها العالم. لكن مكانتها اليوم تتجاوز الموضة بكثير—إنها واحدة من أكثر النساء تأثيرًا في الإعلام العالمي.
🚀 مناصبها الحالية: رئيسة تحرير مجلة Vogue العالمية – منذ 1988 وحتى اليوم، وهي أطول رئيسة تحرير في تاريخ المجلة.
المديرة الفنية لمجموعة Condé Nast الإعلامية – تدير أكبر شبكة لمجلات الموضة والثقافة مثل Vanity Fair، GQ، وThe New Yorker.
رئيسة مجلس الأزياء في الـ Met Gala – الحدث السنوي الذي أصبح تحت إدارتها أقوى حفلة في العالم تجمع بين الموضة، الفن، والسياسة.
🎯 لماذا لا تزال في القمة؟ لأنها صاحبة القرار النهائي في عالم الموضة، المصممين يحلمون بنظرة قبول منها.
لأنها تتطور باستمرار—لم تترك Vogue تجمد في عصر المجلات الورقية، بل حولتها إلى إمبراطورية رقمية.
لأنها صارمة، حاسمة، ولا تعتذر عن قوتها، وهو ما جعلها مصدر إلهام لكل امرأة تسعى للقيادة دون خوف.
1. لا تنتظري الموهبة، اصنعي النجاح بنفسك
آنا وينتور قالتها بصراحة في المقابلة: “لم أكن موهوبة في أي شيء.” نعم، هذه الجملة خرجت من فم واحدة من أقوى النساء في العالم. لو سألتِ أي شخص عن الناجحين، راح يقول لكِ: “أكيد عندهم موهبة خارقة”. لكن الحقيقة؟ الموهبة ليست سوى جزء صغير من المعادلة، والجزء الأكبر هو الفهم، الملاحظة، واتخاذ القرارات الصحيحة في اللحظة الصحيحة.
“الموهبة شيء رائع، لكن الذكاء هو ما يحدد من سيبقى في القمة.” – آنا وينتور
تخيلّي إنكِ في شركة، وعندكِ زميلة موهوبة جدًا لكنها غير منظمة، تتردد، وتنتظر الإلهام يطرق بابها. في المقابل، عندكِ زميلة أخرى ليست موهوبة، لكنها ذكية، تعرف كيف تتخذ القرارات بسرعة، وتدير الأمور بكفاءة. من برأيكِ ستصل إلى القمة؟ الجواب واضح.
2. “إما أن تعرفي الموضة أو لا” – الإدراك الفوري أهم من التعلم الطويل
جملة صادمة، صح؟ قيل لآنا وينتور لماذا قلتِ ذات يوم “إما أن تعرفي الموضة أو لا”، ضحكت وقالت: “إذا قلتها، فأنا متأكدة أنني كنت أعنيها.”
هذه الجملة تختصر فلسفة وينتور بالكامل: إما أن تمتلكي الحدس، أو لا. يمكنكِ التعلم، التطوير، التمرس، لكن الإدراك السريع لما هو جميل، لما هو عصري، لما سيعمل وما لن يعمل—هذا لا يُدرّس.
وإذا ترجمنا هذا الكلام لحياتنا اليومية؟ فهي تقول لكِ: إذا كان عندكِ إحساس معين بشيء، لا تتجاهليه. سواء في العمل، في العلاقات، أو حتى في اتخاذ قرارات كبيرة، ثقي في إحساسكِ الأول.
3. الحسم = احترام للوقت (وللناس)
وينتور معروفة بقراراتها السريعة. قالتها بكل وضوح:
“الحسم مهم في كل شيء. التأخير في اتخاذ القرار هو عدم احترام لوقت الآخرين.”
وهنا درس ذهبي: إذا كنتِ غير حاسمة، فأنتِ تضيّعين وقتكِ ووقت غيركِ.
شوفي كم مرة عانيتي من شخص يماطل، أو رئيسة عمل تتردد، أو حتى صديقة لا تعرف ماذا تريد. كم مرة شعرتِ أن هذا التأخير يستهلك طاقتكِ بلا فائدة؟ الحسم لا يعني اتخاذ قرارات متهورة، لكنه يعني أن تكوني واضحة.
“نعم”؟ قوليها بقوة.
“لا”؟ لا تعتذري عنها.
“أحتاج للتفكير”؟ أعطي نفسكِ موعدًا نهائيًا ولا تتجاوزيه.
لما تكونين حاسمة، تصبحين موثوقة، قوية، وفعالة—وهذه صفات لا تُقدّر بثمن.
4. النظارات السوداء؟ درع حماية نفسي قبل أن يكون ستايل
الكل يسألها عن نظاراتها السوداء، والجواب دائمًا واحد: “إنها مجرد عادة.” لكن الحقيقة؟ إنها ليست مجرد عادة، إنها درع نفسي يحميها من كشف مشاعرها الحقيقية.
وهذا يقودنا لدرس مهم جدًا: لا تسمحي لأحد بقراءة أفكاركِ بسهولة.
مش لازم نظارات سوداء، لكن هل تعرفين ذاك الشخص الذي تظهر مشاعره على وجهه فورًا؟ هذا الشخص ضعيف أمام من يعرف كيف يستغل نقاط ضعفه. القوة ليست في إخفاء المشاعر، بل في التحكم بها.
5. النجاح ليس في السرعة، بل في الصبر والتعلم
في عصر السوشيال ميديا، الجميع يريد أن يصبح نجمًا بين ليلة وضحاها. لكن وينتور لديها رأي آخر:
“من الأخطاء الكبرى التي يرتكبها الجيل الجديد هو الرغبة في النجاح السريع. عليكِ أن تأخذي وقتكِ، تتعلمي، وتكوني مستعدة عندما يحين وقتكِ.”
هذا الكلام يجب أن يُكتب بماء الذهب! النجاح السريع لا يعني نجاحًا حقيقيًا، بل يعني غالبًا فقاعة تنفجر بسرعة. خذي وقتكِ في التعلم، في بناء مهاراتكِ، في تكوين شبكة علاقات قوية، وعندما يأتي الوقت المناسب، ستجدين نفسكِ جاهزة.
6. كوني المرآة التي تنفض الغبار عن السجادة
من أكثر التشبيهات الذكية في اللقاء، لما قيل لها إنها “المرأة التي تنفض الغبار عن السجادة” :
“You know, the rug, if we leave it there for a while, dust accumulates. So somebody has to come and shake it from time to time.”
ردّت بكل عفوية: “لم أفكر يومًا في نفسي كسجادة، لكني أحببت الفكرة.”
هذا التشبيه يختصر فلسفة آنا: كوني الشخص الذي يحرك الأشياء، وليس الذي يُحرك.
أي مكان تدخلينه، أي عمل تبدأينه، أي مشروع تخوضينه—اجعليه مختلفًا بوجودكِ. لا تكوني نسخة مكررة من غيركِ، بل كوني تلك القوة التي تحفّز التغيير.
7. هل الحب والعمل يشتركان في نفس القواعد؟
لما سُئلت عن الحب والعلاقات، كان جوابها بسيطًا لكن عميقًا:
“أهم شيء في أي علاقة، سواء كانت عاطفية أو مهنية، هو الوضوح والصدق.”
هذه الجملة تحمل قاعدة ذهبية للحياة كلها: كوني واضحة وصادقة في كل علاقاتكِ، لا مكان للغموض أو التضليل.
سواء كنتِ مديرة، موظفة، صديقة، حبيبة، أم—العلاقات الناجحة تعتمد على نفس الأساس: وضوح، صدق، وثقة.
أماكن تركت بصمة في حياة آنا وينتور :
- دبي – المقابلة أعلاه حدثت أثناء زيارتها الأولى لدبي لحضور حدث إطلاق أحد مشاريع Condé Nast في المنطقة، مما يعكس رغبتها في التوسع عالميًا وفهم الثقافات الجديدة.
- لندن – حيث نشأت في منزل مليء بالصحافة والإعلام، بين والدين صحفيين كانا مهووسين بالأخبار.
- كامبريدج – المكان الذي التقى فيه والداها، حيث كانت والدتها تدرس قبل أن تترك مهنتها للعائلة.
- باريس – المدينة التي كانت فيها لحظات صداقة عميقة مع كارل لاغرفيلد، وكانت جزءًا من حياتها المهنية بشكل مستمر.
- نيويورك – مركز حياتها المهنية ومكان انطلاقتها في Vogue وCondé Nast.
أشخاص تركوا بصمة في حياة آنا وينتور :
- والدها تشارلز وينتور – كان رئيس تحرير في Fleet Street وكان يعشق الأخبار. وصفته بأنه كان “يعيش للجريدة” وكان ذلك دافعًا أساسيًا لها في بناء عقلية حادة وقوية.
- والدتها إليانور تريجو – بدأت حياتها كناقدة أفلام لكنها توقفت عن العمل لرعاية عائلتها الكبيرة، مما جعل آنا تفكر في التضحيات التي تقدمها النساء.
- كارل لاغرفيلد – صديق مقرب جدًا، حيث كانا يجتمعان في باريس لمحادثات طويلة عن الفن، السفر، والكتب. كانت تحبه كثيرًا لأنه كان عبقريًا سريع التفكير، وكان يرسل لها رسومات شخصية عبر الفاكس!
- جون غاليانو – ذكرته عند حديثها عن المصممين، ووصفته بأنه يأخذ وقتًا طويلاً في البحث والسفر ليخرج بأفكار إبداعية ضخمة.
- ابنها تشارلي شافر – يعمل طبيبًا نفسيًا للأطفال، وهو مجال مشابه لعمل والده. تحدثت عنه بفخر شديد، خاصة عن انتقاله من دراسة التاريخ إلى الطب.
- ابنتها بي شافر – تعمل منتجة في المسرح، وفازت أول مسرحياتها بجائزة توني، مما جعل آنا تشعر بالفخر الكبير.
هل يمكن أن تكوني مثل آنا؟
السؤال الكبير: هل يمكن أن تصبحي مثل آنا وينتور؟
الإجابة: لا.
وليس هذا شيئًا سلبيًا. كل شخص له طريقهُ الخاص، كوني نسختكِ الخاصة. لكن ما يمكنكِ أخذه من هذه المرأة الحديدية هو الدروس التالية:
- لا تنتظري الموهبة، بل اصنعي الذكاء.
- ثقي في حدسكِ الأول، لأنه غالبًا يكون صحيحًا.
- الحسم هو مفتاح النجاح والاحترام.
- لا تكشفي كل مشاعركِ، تحكمي بها.
- لا تتسرعي في النجاح، فكل شيء له وقته.
- كوني الشخص الذي يحرك الأشياء، لا الذي يُحرك.
- في العمل والحب، الصدق والوضوح هما الأساس.
إذا فهمتِ هذه الدروس وطبّقتيها، فأنتِ بالفعل على طريق النجاح، بطريقتكِ الخاصة. 👑✨